المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2023

الجاذبية و خفة الظل

 اللى شاهد مسرحية المتزوجون حيجد إن شخصية مسعود التى قام بها سمير غانم هى شخصية شاب إنتهازى بيستغل حب بنت طمعاً فى مال ابوها … لكن طوال أحداث المسرحية انت لا تشعر بأى شئ غريب و قاعد تضحك معاه و بتغض الطرف تماماً عن انتهازيته اللى جرحت البنت اكثر من مرة … و فى الجانب الأخر تجد شخصية نبيل اللى قام بها ياسر جلال فى مسلسل لن أعيش فى جلباب ابى ..  اجتمع على كرها كل الناس اللى فى مصر … مع انها نفس الشخصية بتفاصيلها .. نفس الأنانية و الأنتهازية و الطمع … لكن الحقيقة أن هناك فرق واضح .. إن مسعود كان شاب دمه خفيف جداً ..  فى أحد اللقاءات مع سعيد صالح كان بيتكلم عن صداقته القديمه بعادل إمام  و ذكر أنهم كانوا شباب متعبين و قليلى الأدب ( لكن الناس كانت بتفوت و تستحملهم عشان دمهم خفيف) ..  من فترة قام أحد الشباب بالنصب على الفتيات فى اوروبا بأموال تعد بالمليارات عن طريق مواعدتهن من خلال مواقع التواصل… و الغريبة انه لا يوجد سبب جعل هؤلاء الفتيات يخرجن كل هذه الأموال من جيوبهن سوى ان الشاب شديد الوسامة …  كثير من الناس بيتم النصب عليهم بحركات قديمة و ليس فيها أى إبداع .. ...

البدلة

  ربما كان صيف ٩٢ أو ٩٣ .. كنا على مشارف عيد الأضحى .. يومئذٍ قررت ان اصنع شيئًا يختلف … قررت أن ابدو غير تقليدي فى هذه السنة … سوف ارتدى بدلة جديدة فى العيد … لابد أن اكون انيقًا جدًا  … سأكون متميزًا عن باقى الأولاد … أبى و أمى لم يعترضا إطلاقًا و أحترما رغبتى بشكل غير مسبوق … فقط كان تنويه بسيط عن حرارة الجو و أن البدلة ثقيلة على هذا الوقت من العام … لكنى لم أبالى … لا بأس من بعض الحرارة  .. هذه معاناة ضئيلة إذا قارناها بالشعور الرائع الذى سأشعر به عندما يرانى الجميع فى كامل اناقتي يوم العيد و يمدحني الجميع أكثر من غيرى من الأولاد … خطف الأنظار كان أهم عندى من شعور الحر المؤقت.  جاء يوم العيد المنتظر بعد سجالات عديدة و ليالى طويلة أحاول أن اختار فيها لون البدلة و الكرافت و القميص و الجزمة … كل شئ كان على ما يرام … شكل البدلة فى المرآه كان تمامًا مثل ما تخيلته … جميل جدًا …  لكن طبعًا لو سار كل شئ كما توقعت لما كان هناك داعي لهذا المقال من اصله …. لابد ان تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن ..  فى بداية اليوم لم اشعر بأى معاناة حتى بدأ اولاد خالى و أولاد خالات...

إن كان حبيبك عسل

 قال لى اكثر من واحد من المقربين لى انى مستمع جيد … قليل قطع حديث المتكلم معى ولا اشعر بالملل سريعًا …  و انا احمد الله كثيرًا على هذه المنحة و الموهبة … و لكن، قابلت أحد اصدقائي ذات يوم  .. و كنت لا اراه بشكل دائم و لكن كان الأمر دائمًا متروك للصدفة.  جلسنا فى أحد الأماكن و بدأ يتكلم ، و يتكلم و يتكلم و يتكلم و يتكلم …. و لم يتوقف … و ظل يتكلم  لمدة بين ثلاث ساعات و نصف أو اربع ساعات ….  و انا لم انطق ببنت شفة .. لم افهم ما الذنب الذى أقترفته تحديدًا لألقى مثل هذا المصير  … و لكن يبدو انها كانت اثر جانبى لمهارة حسن الإصغاء ….  طبعًا اضطريت لقطع كلامه و إنهاء هذه "المناقشة"الشيقة .. و بعد ذلك كنت احاول ان اتهرب من أى جلسة معه وحيدًا … و الغريب انه  لم يشتكى من شئ محدد ، و لم يحكى قصة أو حكاية ، و لم يطلب أى نصيحة  .. و الأدهى انه لم يفتح أى موضوعات شخصية اصلًا … هو كان يريد فقط أن يتكلم .   اصبحت اتجنب مثل هذه الجلسات بعد ذلك و صرت دائمًا اقطعها قبل ان تبدأ ..  و عرفت كم هو عبقرى من آلف المثل الشعبى ( إن كان حبيبك عسل ماتلحسوش ...

طنط سوسن و عمو حسن

  طنط سوسن و عمو حسن متجوزين و عندهم ولدين و بنت ... عمو حسن عنده 60 سنة و بيشتغل موظف حكومة ... عمو حسن دايماً بيستهزأ بولاده و ولاد اخواته و بيصفهم بأنهم جيل فاشل و ضايع عشان بيحاولوا يعملوا مشاريع مستقلة و يبحثوا عن فرص عمل أفضل ... عمو حسن عمره ما خاطر بفلوس عشان يفتح مشروع و عمره ما فكر يدور على وظيفة أفضل .. لأن وظيفة الحكومة وفرت له الحد الأدني من الأمان الإجتماعي.  عمو حسن كان بيأيد عبد الناصر و الوحدة العربية و الإشتراكية و معاداة إسرائيل ... و بعدين أيد السادات و شتم العرب و هلل للرأسمالية و الإنفتاح و ساند معاهدة السلام ... و لما مسك حسني مبارك الحكم أيد الإستقرار .. عمو حسن دلوقتي بيأيد السيسي طبعاً ...  طنط سوسن عندها 58 سنة .. بس لسة مصرة تلبس مشجر و تربط الطرحة لورا ... طنط سوسن مرعوبة .... مرعوبة  من الثورة و من التغيير .. و مرعوبة من دينها و من الإسلاميين و مرعوبة من الارهابين اللي عمرها ما شافتهم ... طنط سوسن حاطة على البروفيل بتاعها صورة مكتوب عليها يحيا جيش مصر ... بس اليومين دول بتحاول تشوف واسطة لأبنها الكبير عشان ما يدخلش الجيش ،،، لأنها عايزاه...

كيف تختار مجال عمل مناسب لشخصيتك

 لما تيجي تختار كارير لازم تكون فاهم كويس انت هدفك ايه من الشغل أصلًا … مبدئيًا فكرة انك تشتغل عشان هي دي قيمتك في المجتمع أو عشان تكون إنسان منتج هي فكرة رأس مالية سخيفة تم زرعها في دماغ الناس في الأصل عن طريق أصحاب الثروات عشان يخلوك تحس إنك سعيد و انت بتشتغل عندهم … انت متصور انك عضو فعال في المجتمع و هو محفظته بتتملي فلوس …  إحنا الحقيقة كلنا بنشتغل لأن دي ضرورة للبقاء على قيد الحياة … لأننا محتاجين فلوس نوفر بيها ضروريتنا الأساسية في المعيشة … و لو الضروريات دي اتوفرت بأي سبل أخرى  ( ورثت أو كسبت ياناصيب ولا عملت فيديو طلع تريند) طبيعي إنك مش حتشتغل و حتقعد تستمتع بفلوسك و توفر على نفسك حرقة الدم و التعامل مع الناس و مع المديرين.  لكن طالما إحنا مضطرين نشتغل يبقى لازم و أنت بتبحث عن كارير تكون فاهم انت عاوز منه ايه بالظبط … هل هدفك هو الفلوس؟ ولا هدفك انك تقضي أطول وقت ممكن في البيت و عالقهوة ؟ ولا عايز شغلانة تكون صعبة ومليانة تحديات و محتاجة منك انك تتعلم مهارات جديدة باستمرار عشان ماتزهقش   ؟ … ولا عايز شغلانة فيها أكشن و مشاكلها كتير عشان تحس إنك عايز ت...

أبويا و عمي و التعايش السلمي

  جدي توفاه الله عام ١٩٩٦ …  و كان عنده دكان صغير جدًا في أحد المناطق الشعبية بالإسكندرية … لا أعتقد أن الغرض من هذا المتجر كان الربح على أي حال  … جدي كان يكره الجلوس في المنزل و كان نشيط جدًا حتي أخر أيام عمره رحمه الله … و كان غرض المتجر الأساسي هو التسلية بعد خروجه على المعاش ..  بعد وفاة جدي كان أبي قد خرج  للتو على المعاش من القوات المسلحة  … و عمي كان موظف بالحكومة في ذلك الوقت … تم الإتفاق على عدم غلق المتجر و تقسيم اليوم بينهم … أبي يفتح المحل في الصباح ثم يديره عمي في المساء بعد خروجه من العمل .  عمي كان من النوع المتدين الذي يرى أن كل إنسان مسؤول عن نفسه و عن إصلاح المجتمع من حوله … أما أبي كان على العكس من ذلك و يرى الدنيا بمنظور أكثر بساطة و أن كل إنسان مسؤول عن نفسه و حر قي تصرفاته التي سيحاسب عليها وحده أمام الله.  عمي كان يرفض تمامًا فكرة بيع الدخان بأنواعه في المتجر .. أما أبي فكان لا يرى بأس من ذلك طالما كل إنسان يتخذ قراراته بنفسه ( هذا بجانب الإختلاف على حكم الدخان نفسه .. هل هو حرام أم مكروه؟).  هذه مشكلة كان من الممكن جد...

المتحررون

لابد أن هناك جزء ما فى مخ الإنسان يجعله مدرك للزمان و المكان الذى هو فيه و ما يترتب على ذلك من تبعات و توقعات و قيود … لكن يبدو أن هناك بعض الناس لا يملكون أى إدراك لظروف الزمان و المكان الذىن هم فيه …. لا أدرى هل هذا بسبب عجزهم عن هذا الإدراك أم أنهم قرروا الخروج من سطوة الإدراك و الوعى إلى فوضى و حرية الخلل و اللاوعي …   نعمة هى فعلًا أن يشعر الإنسان أنه غير مقيد بأى معايير إجتماعية أو أى تقاليد إنسانية …  يتصل بك أحدهم فى الثالثة صباحًا و يصيح فى أذنك عبر الهاتف  (( أيوا يا أحمد … أنت فين؟؟  ))  …. الطبيعى  أن تقوم بإلقاء سبة بذيئة على مسامع المتكلم لكنك تجد نفسك ترد فى ذهول (( أنا فى البيت أكيد )) … يرد فى إصرار غريب على عدم الإدراك … ((بتعمل أيه ؟)) …   لقد باغتك بسؤال ثانى أغرب من الأول … و لكنك تحاول أن تجيب على السؤال لعل هناك سبب مقنع لهذه المكالمة (( نايم… حكون بعمل إيه يعنى دلوقتى ؟)) … ثم تكتشف أن سلسلة الأسئلة التى تتحدى توقعاتكً لم تنتهى بعد (( مش عايز تخرج شوية ؟؟)) … تكتشف فى هذه اللحظة أنها ليست مكالمة طوارئ و ليست مقلب  … و لكنها...

صديق أخطر من العدو

  كان عندي صديق معروف بطبيعته المتهورة ... و لا أقصد هنا التهور المحمود الذي يكون نتيجة لطموح الإنسان و يجعله  أكثر  جرأة في المخاطرات المالية للإستثمار في مشروع هو مؤمن به أو في دراسة تخصص لا يفهم الناس ما هو مستقبله تحديداً ... و لكن أقصد التهور المذموم الذي يصل إلى حد الحماقة .. الذي يجعله يأخذ قرارات بدون الحد الأدني من العلم بعواقبها ،،، مثل أن يأخذ قرض مالي ضخم جداً لقضاء إجازة الصيف بدون دراسة أو علم بكيفية سداد هذا المبلغ أو تأثيره عليه في المستقبل القريب أو البعيد ... و لا أدري هل هذه مشكلة في الثقافة العامة أو في الشخصية أو أخطاء تربوية تجعل الإنسان لا يملك الإتزان النفسي الذي يجعله ينظر إلى جميع أبعاد أي قرار قبل إن يتخذه ...  في يوم من أيام الصيف تلقيت منه إتصال هاتفي و ابلغني أنه سيمر علي بعد نصف ساعة لقضاء بعض الوقت في الخارج ... نزلت لأجده ينتظرني داخل سيارة و هو جالس على كرسي القيادة ... و أنا أعرف أنه لا يملك سيارة ...  سألته في تحفظ عن صاحب هذه السيارة .. لأني أعرف يقيناً أنه لا يوجد أحد في كامل قواه العقلية سيقوم بإقراض سيارته لهذا المسته...